ماذا أفعل - القيم واحترام الآخر - سادس ابتدائي
الفصل الدراسي الأول
المحور الثاني: علاقاتي مع الآخرين
الفصل الدراسي الثاني
المحور الرابع: مسئولياتي تجاه نفسي وعالمي
المِحْوَرُ الثَّانِي: عَلاقَاتِي مَعَ الْآخِرِينَ القِيمَةُ : الوَفَاءُ %6 إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا تَقُومُ بِهِ صَحِيحَا فَلَا تَفْعَلْهُ، وَإِذَا كَانَ كَلَامُكَ لَا يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ الصَّدْقَ فَلَا تَتَفَوَّهُ بهِ. ماذا أفعل ؟ دَقَّ الجَرَسُ مُعْلِنَا بَدْءَ الفُسْحَةِ ، فَنَزَلَ «صالح» مَعَ زُمَلَائِهِ إِلَى فِنَاءِ المَدْرَسَةِ لِيَلْعَبُوا وَيَتَبَادَلُوا الأَحَادِيثَ المَرِحَةَ.. فِي أَثْنَاءِ حَدِيثِهِمْ قَالَ «یحیی»: «لَقَدِ اشْتَرَيْتُ اللُّعْبَةَ الَّتِي تَحَدَّثْنَا عَنْهَا الأَسْبُوعَ المَاضِي»، فَسَأَلَهُ «صالح» بِاهْتِمَامِ : «وَهَلْ هِيَ مُمْتِعَةٌ كَمَا تَوَقَّعْنَا؟!»، رَدَّ «یحیی»: «لَا تَقِلُّ رَوْعَةً عَمَّا تَوَفَّعْنَا لِمَ لَا تَزُورُنِي وَتَلْعَبُهَا مَعًا؟ مَا رَأَيْكَ فِي أَنْ تَزُورَنِي الجُمْعَةَ المُقْبِلَةَ ؟!» فَوَافَقَ «صالح» عَلَى الفَوْرِ وَوَعَدَهُ بِزِيَارَتِهِ ، فَقَالَ «یحیی» بِسَعَادَةٍ: «سَوْفَ يَكُونُ يَوْمًا رَائِعًا!». סר

إذا لم يكن ما تقوم به صحيحا فلا تفعله، وإذا كان كلامك لا يحمل في طياته الصدق فلا تتفوه به
ماذا أفعل؟
فِي خِلَالِ الأَسْبُوعِ كَانَ الصَّدِيقَانِ يَتَحَدَّثَانِ بِاسْتِمْرَارٍ عَنْ لِقَائِهِمَا الْمُنْتَظَرِ وَتَرْتِيبَاتِ ذَلِكَ اليَوْمِ ، وَفِي وَقْتِ الانْصِرَافِ يَوْمَ الخَمِيسِ طَلَبَ «يحيى» مِنْ «صالح» أَنْ يُخْبِرَهُ بِطَعَامِهِ المُفَضَّلِ حَتَّى تُعِدَّهُ لَهُ وَالِدَتْهُ غَدًا فَسُرَّ «صالح» بِاهْتِمَامِ صَدِيقِهِ وَحَفَاوَتِهِ وَشَكَرَهُ كَثِيرًا، ثُمَّ أَكْدَ المَوْعِدَ قَائِلًا: «أَرَاكَ غَدًا يَا (يحيى)».. بِالمَنْزِلِ انْتَظَرَ «صالح» بِلَهْفَةٍ عَوْدَةَ وَالِدِهِ مِنْ عَمَلِهِ لِيَسْتَأْذِنَهُ فِي زِيَارَةِ صَدِيقِهِ «يحيى» غَدًا، وَحِينَ عَادَ أَبُوهُ فُوجِنَّ «صالح» بِعَدَمِ مُوَافَقَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «غَدًا لَيْسَ يَوْمًا مُنَاسِبًا لِهَذِهِ الزِّيَارَةِ يَا (صالح) ، فَأَنَا مُنْشَغِلْ وَلَنْ أَسْتَطِيعَ تَوْصِيلَكَ إِلَى مَنْزِلِ صَدِيقِكَ». فصل 3-6 F

في خلال الأسبوع كان الصديقان يتحدثان باستمرار عن لقائهما المنتظر
حَزِنَ «صالح» كَثِيرًا وَقَالَ: «وَلَكِنَّنِي وَعَدْتُهُ يَا أَبِي بِأَنْ أَزُورَهُ غَدًا، وَقَدْ قَامَ بِالكَثِيرِ مِنَ الإِعْدَادَاتِ لِهَذَا اليَوْمِ لِدَرَجَةِ أَنَّ وَالِدَتَهُ أَعَدَّتْ لِي خَصِّيصًا وَجْبَتِي الْمُفَضَّلَةَ»، ثُمَّ تَسَاءَلَ فِي قَلَقِ: «هَلْ يُمْكِنُ أَنْ تُوَصِّلَنِي أُمِّي؟»، فَقَالَ الأَبْ: «لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَعِدَكَ بِهَذَا قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهَا». فَكَّرَ «صالح» قَلِيلًا، ثُمَّ قَالَ بِصَوْتٍ حَزِينٍ: لَكِنَّنِي فِي حَالَةِ عَدَمِ ذَهَابِي سَوْفَ يَحْزَنُ (يحيى)، وَلَنْ أَفِيَ بِوَعْدِي مَعَهُ».. أَثْنَى الأَبُ عَلَى رَغْبَةِ «صالح» فِي الالْتِزَامِ بِوَعْدِهِ مَعَ الآخرِينَ، ثُمَّ قَالَ: «لَكِنَّكَ يَا (صالح) أَعْطَيْتَ صَدِيقَكَ وَعْدًا دُونَ أَنْ تَتَأَكَّدَ مِنْ قُدْرَتِكَ عَلَى الوَفَاءِ بِهِ، فَأَنَا مَثَلًا لَمْ أُعْطِكَ وَعْدًا بِأَنْ تُوَصِّلَكَ وَالِدَتْكَ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهَا، وَأَنْتَ أَيْضًا كَانَ عَلَيْكَ أَنْ تَسْأَلُنَا أَوَّلًا قَبْلَ الاتِّفَاقِ مَعَهُ». ער

حزن «صالح» كثيرا وقال: «ولكنني وعدته يا أبي بأن أزوره غدا
اعْتَذَرَ «صالح» وَشَرَحَ لِوَالِدِهِ أَنَّهُ كَانَ مُتَحَمِّسًا لِتَجْرِبَةِ اللَّعْبَةِ الجَدِيدَةِ مَعَ «يحيى»، وَلَمْ يُفَكِّرْ فِي ذَلِكَ الأَمْرِ .. بَدَا عَلَى «صالح» التَّفْكِيرُ وَالحُزْنُ الشَّدِيدُ، وَهُنَا احْتَضَنَهُ وَالِدُهُ وَقَالَ لَهُ: «لَا تَقْلَقُ، سَنْحَاوِلُ حَلَّ هَذِهِ المُشْكِلَةِ، فَلْنَسْأَلْ وَالِدَتَكَ إِذَا كَانَ يُمْكِنُهَا القِيَامُ بِذَلِكَ أَمْ لا». شَرَحَ «صالح» لِوَالِدَتِهِ مَا حَدَثَ وَوَعَدَهَا بِأَنْ يُفَكِّرَ جَيّدًا فِي مَدَى قُدْرَتِهِ بِالوَفَاءِ بِوُعُودِهِ المَرَّةَ المُقْبِلَةَ، فَابْتَسَمَتْ لَهُ وَهِيَ تُخْبِرُهُ بِأَنَّهَا لَا تُمَانِعُ فِي تَوْصِيلِهِ، وَمَعَ رَدُّهَا أَسْرَعَ «صالح» بِاحْتِضَانِهَا بِقُوَّةٍ وَشَكَرَهَا عَلَى مُسَاعَدَتِهِ فِي الوَفَاءِ بِوَعْدِهِ. ٦٨

اعتذر صالح وشرح لوالده أنه كان متحمسا لتجربة اللعبة الجديدة مع يحيى

