فريق التنقيب - القيم واحترام الآخر - خامس ابتدائي
الفصل الدراسي الأول
المحور الثاني: علاقاتي مع الآخرين
الفصل الدراسي الثاني
المحور الرابع: مسئولياتي تجاه نفسي وعالمي
المِحْوَرُ الثَّالِثُ: مُجْتَمَعِـ فَرِيقُ التَّنْقِيبِ قيمَة : الإِنْقَانُ والمَسْئُولية بِالعَمَلِ الجَادُ وَالالْتِرَامِ دَاخِلَ مُؤسَّسَاتِ الدَّوْلَةِ يَرْتَقِي المُجْتَمَعُ، وَيَتَغَلْبُ عَلَى مُشْكِلَاتِهِ. أشرع «سلیمان» لِيَحْتَضِنَ وَالِدَهُ العَائِدَ إِلَى المَنْزِلِ بَعْدَ يَوْمِ عَمَلٍ شَاقٌ، وَهُوَ يَقُولُ: «مَرْحَبًا بِكَ يَا أَبِي.. لَقَدِ افْتَقَدْتُكَ كَثِيرًا». قَالَ الأَبُ بِنَبْرَةِ حَنَانٍ: «وَأَنَا أَيْضًا اشْتَقْتُ إِلَيْكَ يَا (سليمان).. أَخْبِرْنِي كَيْفَ حالك؟» قَالَ «سليمان»: «أَنَا بِخَيْرِ يَا أَبي.. وَلَكِنْ يَبْدُو أَنَّكَ مُنْعَبْ» . جَلَسَ الأبُ وَهُوَ يَقُولُ: «هَذَا صَحِيحٌ يَا (سليمان).. لَقَدْ كَانَ يَوْمَ عَمَل مُرْهِق جدا». قَالَ «سليمان»: «إذَنْ لِمَ لَا تَطْلُبُ إجَازَةٌ يا أبي ؟! فَأَنْتَ مُتَعَبِّ». احْتَضَنَ الأَبُ ابْنَهُ وَهُوَ يَقُولُ: «أنا مُتعَبُ حَقٌّ، وَلَكِنَّ العَمَلِ حَقًّا عَلَيْنَا يَجِبُ أَنْ نُؤدِّيَهُ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهِ». AM

ثُمَّ قَالَ: «فِي هَذِهِ الأَيَّامِ اكْتَشَفَ فَرِيقُ التَّنْقِيبِ الَّذِي أَعْمَلُ مَعَهُ مَوْضِعَ مَقْبَرَةٍ أثرية جَدِيدَةٍ لِذَلِكَ نَقْضِي الكَثِيرَ مِنَ الوَقْتِ فِي إِزَالَةِ الرِّمَالِ عَنْهَا وَاكْتِشَافِ مَا بِدَاخِلِهَا.. وَرُبَّمَا اسْتَغْرَقَتْ إِزَالَهُ الرِّمَالِ أَسَابِيعَ أَوْ شُهُورًا طَوِيلَةً». فكر «سليمان» قَلِيلا، ثمَّ قَالَ: «وَلَكِنْ لِمَاذَا لَا تَسْتَخْدِمُونَ الأَوْنَاس لِإِزَالَةِ الرِّمَالِ بِشَكل أَسْرَعَ يَا أَبِي ؟!». ضَحِكَ الأَبُ وَقَالَ: «إِنَّ التَّعَامُلَ مَعَ الآثارِ يتَطَلُّبُ حِرْضًا شَدِيدًا حَتَّى لَا تَلَفَ أَوْ تَتَحَطَّمَ»، فَسَأَلَهُ «سليمان» فِي حَيْرَةٍ: «فَكَيْفَ إِذَنْ تُزِيلُونَ الرِّمَالَ؟». أَجَابَ الأَبُ: «نُؤدِّي العَمَلَ بِشَكْلِ يَدَوِيُّ؛ حَيْثُ نَسْتَخْدِمُ أَدَوَاتٍ خَاصَّةٌ وَفُرَشًا صَغِيرَةً نُزِيلُ بِهَا الرِّمَالَ إِلَى أَنْ تَظْهَرَ مِنْ تَحْتِهَا مَلَامِعُ القِطَعِ الأَثْرِيَّةِ، فَنَسْتَخْرِجهَا بِحِرْصِ بالغ أَوْ نَرَى بَوَّابَاتِ المَقَابِرِ فَتَبْدَأَ فِي فَتْحِهَا». Aq 111 الله الرسم

قَالَ «سلیمان» مُنْبَهِرًا: هَلْ تَسْمَحْ لِي أَنْ أَذْهَبَ مَعَكَ غَدًا لِأَسَاعِدَكَ يَا أَبِي؟». أَجَابَهُ أَبُوهُ بِهُدُوءٍ: لَيْتَنِي أَسْتَطِيعُ .. وَلَكِنَّ الدُّخُولَ لِمَنَاطِقِ الحَفَائِرِ الأَنْرِيهِ غَيْرُ مَسْعُوحٍ إِلَّا لِفَرِيقِ العَمَلِ المُدَرِّبِ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ الآثَارِ.. وَلَكِنْ أَعِدُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ أَوَّلِ الزَّائِرِينَ ِللمَوْقِعِ الجَدِيدِ بَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنَ العَمَلِ، وَفَوْرَ فَتْحِ الزَّيَارَةِ للجُمْهُورِ». 9.

صَمَتَ «سليمان» في حُزْنٍ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ قَلِيل: «وَلَكِنِّي أَوَدُّ أَنْ أَشَاهِدَ عَمَلِيَّةَ التَّنْقِيبِ بِنَفْسِي ابْتَسَمَ الأَبُ وَقَالَ: مَا رَأَيْكَ أَنْ نُشَاهِدَ مَعًا فِيلْمًا وَثَائِقِيًّا عَنِ التَّنْقِيبِ عَنِ الآثارِ؟». تَسَاءَلَ «سليمان» فِي تَرَدُّدٍ: وَهَلْ تَنْقُلُ الأَقْلَامُ مَا يَحْدُثُ فِي الحقيقة؟»، قَالَ الأَبُ : نَعَمْ .. إن الأفلام الوثائقية يُصَوِّرُهَا مُحْتَرِفُونَ يُرَافِقُونَ عُلَمَاءَ الآثارِ لِيَنْقُلُوا للجَمِيعِ مَا يَحْدُثُ دَاخِلَ المواقع الأثرِيَّةِ حَتَّى يَسْتَطِيعَ الجَمِيعُ مَعْرِفَهُ مَا يَجْرِي هُنَاكَ». هَتَفَ «سليمان» في سُرُورٍ: «إذَنْ فَلْتُشَاهِدِ الفِيلْم يَا أَبِي». جَلَسَ الأَبُ وَ سليمان» ليُشَاهِدًا الفِيلْمَ مَعًا، وَمَضَى الأَبُ يُبْدِي المُلَاحَظَاتِ كُلَّ فَتْرَةٍ لِيَشْرَحَ بَعْضَ التَّفَاصِيلِ لِـ «سليمان» الَّذِي كَانَ يُشَاهِدُ الفِيلْمَ فِي تَرْكِيرٍ وَشَغَفٍ. وَفِي نِهَايَةِ الفيلم، الْتَفَتَ «سليمان» لِأَبِيهِ مُتَعَجَبًا: «يَا لَهُ مِنْ عَمَلٍ شَاقٌ كَيْفَ تَتَحَمَّلُ هَذَا الجُهْدَ كُلَّهُ يَا أَبِي؟». أَجَابَهُ الأبُ فِي فَخْرِ: لِأَنَّنِي أُحِبُّ عَمَلِي.. فَكُلْمَا اكْتَشَفْنَا آثَارًا جَدِيدَةً شعرْتُ بِالفَخْرِ لِأَنَّنِي جُزْءٌ مِنَ الفَرِيقِ المَسْئُولِ عَنْ كَشْفِ تَارِيخ وَحَضَارَةِ مِصْرَ للعَالَمِ».


