في المشتل - القيم واحترام الآخر - خامس ابتدائي
الفصل الدراسي الأول
المحور الثاني: علاقاتي مع الآخرين
الفصل الدراسي الثاني
المحور الرابع: مسئولياتي تجاه نفسي وعالمي
المخوَرُ الثَّالِثُ: مُجْتَمَعِي قيمة : التَّوَاضُع في المشتل تنوع تَجَارِينَا وَجُبْرَاتِنَا يَجْعَلُ كُلَّا مِنَّا مُمَيْنَا وَمُخْتَلِفًا عَنِ الآخَرِينَ. رَحبَ «حاتم» بصَدِيقِهِ «سمير» عِنْدَ وُصُولِهِ إِلَى المَشْتَلِ، فَقَدْ دَعَاهُمْ وَالِدُ «حاتم» وَمَعَهُمْ بَقِيَّةُ أصْدِقَائِهِمْ لِقَضَاءِ اليَوْمِ فِي مَسْئَلِهِ وَالْقِيَامِ بِبَعْضِ الأَنْشِطَةِ المُمْتِعَةِ. وَقَبْلَ وُصُولِ بَقِيَّةِ الأَصْدِقَاءِ، اصْطَحَبَ «حاتم» صَدِيقَهُ «سمير» فِي جَوْلَةٍ بِالمَشْتَلِ ليُرِيَهُ أَنْوَاعَ النَّبَاتَاتِ المُخْتَلِفَةَ. كَانَ «سمير» مُهْتَمَّا للغَايَةِ، وَكَانَ يَسْأَلُ «حاتم» كُلَّمَا أَعْجَبَهُ تَبَاتٌ وَيُدَوِّنُ اسْمَهُ فِي مُفَكَّرَتِهِ. ۹۷

تنوع تجاربنا وخبراتنا يجعل كلا منا مميزا ومختلفا عن الآخرين
رحب حاتم بصديقه سمير عند وصوله إلى المشتل
وَعِنْدَمَا وَصَلَ جَمِيعُ الأَصْدِقَاءِ، أَقْبَلَ وَالِدُ «حاتم» وَرَحْبَ بِهِمْ قَائِلًا: «هَلْ أَنتُمْ مُسْتَعِدُونَ لِبَدْءِ بَعْضِ الأَنْشِطَةِ المُمْتِعَةِ وَالمُفِيدَةِ؟». رَدُ الجَمِيعُ بحَمَاسٍ: نَعَمْ مُسْتَعِدُونَ». أَرْشَدَهُمُ الأَبُ إِلَى مَكَانِ تَخْزِينِ الأَصْصِ الفَخَارِيَّةِ مُخْتَلِفَةِ الأَحْجَامِ لِيَخْتَارَ كُلُّ مِنْهُمُ الأَصِيصَ الَّذِي سَوْفَ يُلَوْنَهُ، ثُمَّ إِلَى مَكَانِ الخَيْمَةِ الصَّغِيرَةِ فِي نِهَايَةِ المَشْتَلِ، وَالَّتِي أَعَدُهَا وَجَهْزَهَا بِطَاوِلَةٍ كَبِيرَةٍ وَأَلْوَانٍ كَثِيرَةٍ وَفُرَشِ التَّلْوِينِ. أَسْرَعَ الأَصْدِقَاءُ إِلَى الطَّاوِلَةِ، وَبَدَأَ كُلُّ مِنْهُمْ بِحَمَاسٍ فِي انْتِقَاءِ أَلْوَانِهِ المُفَضَّلَةِ لِيَبْدَأَ فِي الرَّسْمِ وَالتَّلْوِينِ. ٩٨

وعندما وصل جميع الأصدقاء أقبل والد حاتم ورحب بهم
وَبَعْدَ انْتِهَائِهِمْ مِنَ الرَّسْمِ ، وَصَارَتِ الأَصْصُ مُزَيَّنَةً بِرُسُومَاتِهِمُ البَدِيعَةِ الزَّاهِيَةِ، قَالَ «حاتم» بِسَعَادَةٍ: «لَقَدْ أَعْدَدْتُ لَكُمْ مُفَاجَأَةٌ أُخْرَى.. فَقَدِ اتَّفَقْتُ مَعَ أَبي عَلَى أَنْ يَخْتَارَ كُلٌّ مِنَّا تَبَاتًا لِيَضَعَهُ بِالأَصِيصِ الجَدِيدِ، وَيَرْعَاهُ بِالمَنْزِلِ». قَالَ «سمير» مُتَحَمْسًا: «فِكْرَةٌ جَمِيلَةٌ لَقَدْ كَانَ لَدَيَّ نَبَاتٌ مَنْ قَبْلُ وَكُنْتُ أَسْقِيهِ كُلَّ يَوْمٍ». رَدَّ «عماد» بِسُرْعَةٍ هَذَا خَطَأَ كَبِيرُ يَا (سمير)؛ لِأَنَّ رَيِّ النَّبَاتِ كُلِّ يَوْمٍ يَضُرُّهُ وَمِنَ المُمْكِن أَنْ يَقْتُلَهُ أَنَا أَيْضًا كَانَ لَدَيَّ نَبَاتُ وَكُنْتُ أَرْوِيهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَط كُلَّ أَسْبُوع». تَعَجَّب «سمير» وَقَالَ: «هَذَا غَيْرُ صَحِيح.. لَقَدْ كَانَ نَبَاتِي بِحَالَةٍ جَيْدَةٍ وَأَنَا أَرْوِيهِ يَوْمِيًّا وَلَمْ يَتَضَرُرْ مِنْ ذَلِكَ». ११

وبعد انتهائهم من الرسم وصارت الأصص مزينة برسوماتهم البديعة الزاهية
M وَهُنَا وَجْهَ «عماد» سُؤالَهُ لـ«حاتم» قَائِلًا: «أَيُّنَا عَلَى صَوَاب؟ بِالتَّأْكِيدِ أَنْتَ تَعْرِفُ يَا (حاتم)». فَكِّرَ «حاتم» قَلِيلًا، ثُمَّ قَالَ: «الحَقِيقَةُ أَنْنِي لَا أَعْرِفُ هَذِهِ المَعْلُومَةَ يَا (عماد)، وَيَجِبُ أَلَّا أَقُولَ مَعْلُومَةٌ لَسْتُ مُتَأَكَّدًا مِنْهَا.. هَيَّا لِنَسْأَلُ وَالِدِي». اسْتَمَعَ الأَبُ إِلَى خِلَافِهِمْ، وَقَالَ: «إِنَّ المَعْلُومَتَيْنِ صَحِيحَتَانِ فَالنَّبَاتَاتُ أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ وَلِكُلِّ نَوْعٍ خَصَائِصُ مُخْتَلِفَةٌ، وَكُلْ مِنْهَا بِحْتَاجُ لِأَسْلُوبِ رِعَايَةٍ مُخْتَلِفِ عَنِ الآخِرِ، فَمَثَلًا نَبَاتُ الجَهَنَّمِيَّةِ لَا يَحْتَاجُ إِلَى مَاءٍ كَثِيرٍ وَيَعِيشُ فِي المُنَاخِ الحَارُ، فِيمَا يَحْتَاجُ نَبَاتُ القَرَنْفُلِ إِلَى الرِّيِّ يَوْمِيًّا وَيَعِيشُ في المُناخ المُعْتَدِلِ». نَظَرَ «حاتم» إلَى صَدِيقَيْهِ وَقَالَ: «لِأَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا لَدَيْهِ تَبَاتٌ مُخْتَلِفٌ؛ لِذَلِكَ كَانَتِ المَعْلُومَاتُ مُخْتَلِفَةٌ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ صِحْتِهَا». ابْتَسَمَ الأَبْ وَقَالَ: «بِالتَّأْكِيدِ فَكَثِيرًا مَا نَكْتَشِفُ أَنَّ آرَاءَ الآخَرِينَ صَحِيحَةٌ أَيْضًا مِثْل آرَاتِنَا وَالآنَ، لِيَخْتَرُ كُلُّ مِنكُمُ النَّبَاتَ الَّذِي يَوَدُّ رِعَايَتْهُ بِالمَنْزِلِ». اخْتَارَ كُل مِنَ الأَصْدِقَاءِ نَبْتَهُ، وَوَضَعَهَا الأَبْ بِمُسَاعَدَةِ عُمَّالِ المَشْتَلِ فِي أُصْصِهِمُ المُلَوَّنَةِ، ثُمَّ شَرَحَ لِكُلِّ مِنْهُمْ طَرِيقَةَ الرِّعَايَةِ المُنَاسِبَةَ لكل نبات ١٠٠

وهنا وجه عماد سؤاله لحاتم قائلا: أينا على صواب

